أسلوب الحياة

قرأت لك.. حكايات ستات من بلدنا.. الأنوثة تتحدى مشقات الميكانيكا والجزارة


وصلت المرأة المصرية إلى أكبر المناصب، فقد أصبحت وزيرة وسفيرة ومحافظا ورئيس كبرى الشركات وغيرها من الوظائف العليا، إلا أنه على الجانب الآخر يوجد أيضا سيدات من الطبقة المتوسطة قدمن نماذج ناجحة واخترن مهنا كلها غريبة على مجتمعنا الشرقي، واستطعن أن يرسمن صورة أخرى عظيمة لحواء فى بلد طالما عانين فيه الآمرين، النموذج الأول دائما ما يتصدر الصحف والمجلات وأصدرت عنه الكثير من الكتب، لكن النموذج الثانى يبدو بعيدا عن الشهرة، هما سيدات مكافحات وعظيمات لكنهن يصنعن مجدهن في الظل، فلا يتحدث عنهم إلا القليل ومن هذا القليل جدا، كتاب “حكايات ستات من بلدنا.. 17 امرأة في مجالات عمل جديدة” للكاتبة إلهام فطيم.


والكتاب الفائز بجائزة أفضل كتاب فرع الدراسات الإنسانية ضمن جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، يضم قصص بطلات قررن أن يمتهن مهنا وحرفا وأعمالا مختلفة، منها حرف يدوية شاقة، مثال: سيدة غطاسة لحام تحت الماء، وكهربائية نقل ثقيل، وميكانيكي سيارات، ونجارة، وجزارة، وصانعة زجاج يدوي، ونقاشة، وصانعة رخام.


نادية.. تهزم البطالة وتصبح أول سيدة دليفري فى مصر


من القصص التي يحملها الكتاب، قصة نادية عبد الصمد تلك السيدة التي الحاصلة على ليسانس آداب قسم آثار إسلامية، عملت لفترة بمكتبة الإسكندرية، قبل أن تتفرغ لمنزلها وزوجها، لكن الملل تسلل إليها مع كثرة سفر الأخير، وهنا امتلكت الإرادة وحب العمل، وتروى نادية كيف وافق زوجها على العمل دون تردد لكنها واجهت صعوبة في العودة لعملها السابق أو إيجاد أى فرصة الشركات الخاصة أو العامة، وظلت هكذا سنوات.. فشلت أول الأمر في فكرة عمل المنتجات اليدوية وأصيبت بالإحباط، لكن لأن حواء لا تعرف اليأس أبدا، حاولت مرة أخرى، وأثناء انتظارها إحدى الأشياء التي طلبتها “أون لاين” وتأخرت بسبب عدم وجود من يقوم بالتوصل، فكرت فى أن تعمل فى توصيل الطلبات خاصة أنها من عائلة تهوى قيادة الموتوسيكلات، ومن هنا أصبحت أول دليفرى في مصر.


دنيا.. تحدت أسرتها فأصبحت أول مدربة ميكانيكا فى مصر


حكاية أخرى عن فتاة رقيقة امتهنت مهنة لا يستطيع كل الرجال العمل بها، وهى الميكانيكا، دنيا أشرف، تلك الفتاة التي رفض والدها أن تستكمل تعليمها بعد حصولها على دبلوم صنايع قسم تصميم ملابس، بل وأعلن خطبتها مباشرة بعد انتهاء الدراسة، لكن القدر قادها إلى مصير مختلف، حيث إنها انفصلت عن خطيبها وقررت استكمال دراستها في معهد التكنولوجيا، وبعد محاولات عديدة بعد الاستعانة بكبار العائلة وافق والداها على استكمال دراستها، وكانت تؤد أن تدريس بقسم الكمبيوتر لكن القدر لعب لعبته مرة أخرى حيث اكتمل فيه العدد وأصبح ليس أمامها إلا قسم هندسة السيارات، وبالفعل التحقت به، وشجعها عميد الكلية الذى وجد أنها الفتاة الوحيدة، بل أنه ساعدها في التدريب في إحدى ورش السيارات، وفى ورشة عم جابر بدأت تعمل، وبعد تخرجها أصبحت جزء لا يتجزأ من الورشة الفنية، ونظرا لتوفقها أصبحت أيضا مدربة ميكانيكا في كلية التكنولوجيا في الأكاديمية العربية بالإسكندرية.


أم مازن.. الفتاة “الكيوت” التي واجهت خوفها بالتحدى


هدير سيدة منزل تبلغ من العمر 37 عاما، ومثل الكثير من الفتيات كانت تكره مشهد الذبائح والدماء، وتعيش حياة وفق تقاليد المجتمع العادية، إلا أن أصبحت إنسانة قوية قادرة على مواجهة المواقف الصعبة، حكايتها بدأت من عند زوجها تاجر المواشي الذى عرض عليها أن تساعده في تجارته، وبالفعل بدأت خطواته في هذه التجارة وبدأت في عمل دعاية بين أصدقائها ومعارفها بأنها أصبحت تعمل في تجارة المواشي، ثم فكرت لماذا لا تتعلم الذبح لمساعدتها في عملها، وبالفعل قامت بتلك الخطوة وتعلمت كل المهارات الخاصة بالذبح وتجهيز الذبائح، وبدأت تجارتها تزيد وهنا شعرت بالخوف، لكن زوجها أقنعها أن تستكمل ما بدأته، وبالفعل أصبحت جزارة سيدة، وأغلب جمهورها من النساء أيضا، اللواتى قدمن إليها المساعدة بالترويج لها بكل فخر واعتزاز.


آيات.. الشغف والفيس بوك يدفعاها إلى النجارة


من قصص الكتاب اللافتة قصة آيات عبد المعطى، صاحبة ورشة النجارة، تلك الفتاة التي تخرجت من كلية الزراعة جامعة القاهرة، وعملت في مجال التسويق، لكن هويتها دائما كانت الرسم والخط العربي، وعمل البراويز الخشب، والتي تحولت بفضل إعلان شاهدته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك إلى النجارة بعدما وجدت إعلان لفتاة تصنع العرائس الماريونيت بنفسها، فاتصلت بها على الفور كى تنصحها بنجار يعلمها هذه المهنة، فعرفتها بعم أحمد الذى فتح لها ورشته وعلمه أصول المهنة، ومنها انطلقت إلى صناعة الإكسسوارات المنزلية، وفتحت ورشتها الخاصة، لتصبح من السيدات القلائل في مهنة النجارة.

Rana Malek

أنا **Rana Malek**، كاتبة أخبار شغوفة بالصحافة الرقمية. خلال مسيرتي، عملت مع العديد من المدونات الخاصة، حيث قمت بتغطية مواضيع متنوعة بتركيز على تقديم المعلومة بدقة وموضوعية. أسعى دائماً لتقديم محتوى إخباري متميز يلبي تطلعات القراء، مع الاهتمام بالتفاصيل والتحليل العميق للأحداث. أؤمن بأن الأخبار ليست مجرد معلومات، بل هي نافذة لفهم العالم من حولنا، وهذا ما أسعى لتحقيقه من خلال كتاباتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى