يمكن للمشي أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وقد تؤثر سرعتك على مقدار ذلك، فمقدار المشي ليس فقط ما يساعد، بل مدى سرعة تحركك أيضًا، حسبما وجدت دراسة جديدة، نشرت يوم الثلاثاء في المجلة البريطانية للطب الرياضي، حيث يرتبط المشي السريع بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة بنسبة 40% تقريبًا.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور هانز هانز، إن: “الدراسات السابقة أشارت إلى أن المشي المتكرر كان مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى عامة السكان، بطريقة أن أولئك الذين يقضون المزيد من الوقت في المشي يوميا كانوا أقل عرضة للخطر”.
لكن النتائج السابقة لم تقدم الكثير من الإرشادات حول سرعة المشي المعتادة المثالية، اللازمة لتقليل خطر الإصابة بالسكري، ولا توجد مراجعات شاملة للأدلة، كما قال الباحثون.
المشي السهل والمشي السريع
ووجد الباحثون أنه بعد فترة متابعة المقارنة بالمشي السهل، فإن أولئك الذين ساروا بوتيرة متوسطة أو عادية، انخفض لديهم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15%. بينما المشي بوتيرة “سريعة إلى حد ما” يعني انخفاض خطر الإصابة بنسبة 24% مقارنة بأولئك الذين يمشون بسهولة أو بشكل عرضي. وكان للمشي السريع أكبر فائدة: انخفاض في المخاطر بنسبة 39%.
تم تعريف المشي السهل أو غير الرسمي بأنه أقل من ميلين (3.2 كيلومتر) في الساعة، وتم تعريف السرعة المتوسطة أو العادية بأنها 2 إلى 3 أميال (3.2 إلى 4.8 كيلومتر) في الساعة، بينما كانت السرعة “السريعة إلى حد ما” من 3 إلى 4 أميال (4.8 إلى 6.4 كيلومترات) في الساعة. وكان “المشي السريع” أكثر من 4 (6.4 كيلومتر) في الساعة. وارتبطت كل كيلومتر زيادة في سرعة المشي فوق السرعة بانخفاض خطر الإصابة بالمرض بنسبة 9%.
آراء المختصين
وقال الدكتور روبرت جاباي: “حقيقة أن المشي السريع قد يكون أكثر فائدة ليس مفاجئًا، لكن قدرة الباحثين على قياس سرعة المشي ودمج ذلك في تحليلهم أمر مثير للاهتمام”.
وقالت الدكتورة كارمن كوثبيرتسون، إن الدراسة تؤكد أيضًا فكرة أن “الكثافة مهمة للوقاية من مرض السكري”. “إن الانخراط في أي قدر من النشاط البدني يمكن أن يكون له فوائد صحية، ولكن يبدو أنه للوقاية من مرض السكري، من المهم الانخراط في بعض الأنشطة ذات الكثافة العالية، مثل المشي السريع، للحصول على أكبر فائدة”.
فوائد المشي السريع
وقال جاباي: “إن الدراسة لا تثبت السبب والنتيجة، ولكن يمكن للمرء أن يتخيل أن ممارسة التمارين الرياضية الأكثر قوة يمكن أن تؤدي إلى زيادة اللياقة البدنية، وتقليل وزن الجسم وبالتالي مقاومة الأنسولين وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري وسرعات المشي العالية يمكن أن تؤدي إلى تحفيز أكبر للوظائف الفسيولوجية والنشاط البدني”.
خفض خطر الإصابة بمرض السكري
وأضاف جاباي: “إن الرسالة الشاملة هي أن المشي وسيلة مهمة لتحسين صحتك، قد يكون صحيحًا أن المشي بشكل أسرع هو أفضل. ولكن نظرًا لحقيقة أن معظم الأميركيين لا يحصلون على ما يكفي من المشي في المقام الأول، فمن المهم تشجيع الناس على المشي أكثر بقدر استطاعتهم”.
اختبار التحدث
إذا لم تتمكن من الحصول على جهاز تتبع اللياقة البدنية، فإن البديل السهل لتتبع شدة التمارين الرياضية هو “اختبار التحدث” الذي تجريه المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والذي يعتمد على فهم كيفية تأثير النشاط البدني على معدل ضربات القلب والتنفس. إذا كنت قادرًا أثناء المشي على التحدث بصوت مرهق دون الغناء، فمن المحتمل أن تكون وتيرتك سريعة.
