اقتصاد وبورصة

العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تتراجع بعد اقتناص سلسلة مكاسب طويلة

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في وقت تتطلع فيه بورصة وول ستريت إلى البناء على سلسلة الصعود التي حققتها في سوق الأسهم مؤخراً، ولم تجد الأسهم الأمريكية اتجاهًا واضحًا بعد خلال الأسبوع الجاري، حيث انقسمت المؤشرات الرئيسية بعد أسبوع رابح آخر. وانخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنحو 0.09%، في حين انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.3% أو ما يقرب من 100 نقطة وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.2%، وفق ما ذكرت شبكة ياهو فاينانس الأمريكية.

مكاسب في 4 أسابيع

قال محللون أن بورصة وول ستريت تحاول استكمال تألقها بعد أسبوع ربحي وذلك لجميع المتوسطات أو المؤشرات الرئيسية الثلاثة. كما ارتفعت الأسهم منذ تراجع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من علامة 5% التي بلغتها لفترة وجيزة في أواخر أكتوبر.

وجاء هذا الارتفاع على الرغم من تحذيرات بعض تجار التجزئة في الولايات المتحدة من أن الإنفاق الاستهلاكي مني بتراجع ما يجعل المتداولون يأملون في تحقيق أرباح وفيرة بموسم تسوق العطلات منذ يوم الجمعة السوداء وحتى الآن. وذكر المحللون أن بيانات الإنفاق الضعيفة تشير من ضمن ما تشير إليه، إلى أن رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي ألقى بأثره على الاقتصاد بشكل أوسع خلال الشهر السابق أيضا.

صعوبات في الاقتراض

حول ذلك، قال تورستن سلوك كبير الاقتصاديين في شركة “أبولو جلوبال مانجمنت”: “يُظهِر أحدث استطلاع للأسر أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن نسبة غير مسبوقة من المستهلكين قالوا بأنه أصبح من الصعب عليهم الحصول على الائتمان”، في إشارة إلى مواجهة المستهلك الأمريكي صعوبة في الحصول على قروض بأسعار فائدة غير مكلفة له. وأضاف تورستن سلوك:” الذي نراه أن سياسة الاحتياطي الفيدرالي المشددة من أسعار الفائدة آتت أكلها السلبي حيث أصبح من الصعب على المستهلكين الاقتراض”.

أسبوع مزدحم بالبيانات

أشار المحللون إلى أن هذا الأسبوع سيكون أيضًا مزدحمًا بإصدارات عدة للمؤشرات الاقتصادية علاوة على تعليقات متوقعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي

يعد مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أكتوبر، المقرر صدوره يوم الخميس هو مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي ويمكن أن يشير إلى ما إذا كانت الضغوط الناجمة عن ارتفاع الأسعار ستنحسر أم لا.

وصدرت بيانات مبيعات المنازل الجديدة لشهر أكتوبر ومؤشر التصنيع الفيدرالي في دالاس يوم الاثنين.

كما سيقوم المستثمرون بمسح البيانات بعناية بحثًا عن إجابات حول حالة الاقتصاد وما إذا كان يتجه للهبوط الناعم مع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة.

توقعات الفائدة الأمريكية

يأتي ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه الأسواق على نطاق واسع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة ولكنها غير متأكدة بشأن متى قد يتم خفض أسعار الفائدة.

ولم يقدم صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى الآن سوى القليل من المؤشرات حول المدة التي ستظل فيها أسعار الفائدة مرتفعة.

ومن المقرر أن يدلي العديد من مسؤولي البنك المركزي، بما في ذلك رئيس مجلس الإدارة جيروم باول بتصريحات هذا الأسبوع.

ولا يزال هناك اجتماع واحد لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي مدرجًا في الجدول الزمني هذا العام، ويأمل المستثمرون في الحصول على بعض الوضوح بشأن التوقعات بشأن أسعار الفائدة بعد ذلك.

صدر محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي وأشار إلى أنه لم تتم مناقشة التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة، وفق ما ذكرت شبكة ياهو فاينانس الأمريكية.

مبيعات التجزئة

في غضون ذلك، يراقب المستثمرون ما يجري في سايبر ماندي Cyber Monday للحصول على نظرة ثاقبة حول ما إذا كان الأمريكيون سينفقون أموالهم في موسم العطلات حتى مع تشديد القيود المالية. وارتفعت مبيعات جمعة التخفيضات عبر الإنترنت بنسبة 7.5٪ على أساس سنوي لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 9.8 مليار دولار، بينما قفز أيضًا إجمالي مبيعات المتاجر.

سعر النفط

في السلع، تراجعت أسعار النفط مع تزايد استعداد المتداولين لمزيد من تخفيضات الإنتاج في اجتماع أوبك بلس المؤجل هذا الأسبوع.

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى ما دون 80 دولارًا للبرميل بانخفاض 1٪ في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.4٪ لكنها ظلت فوق 74 دولارًا.

سعر الذهب

صعد الذهب بنسبة 0.4% تقريبًا ليتداول فوق 2010 دولارات للأونصة في طريقه للاستقرار عند أعلى مستوى له منذ مايو.

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي يتبنى فيه المستثمرون توقعات أكثر تجنبًا للمخاطرة مع تزايد التفاؤل بأن الاقتصاد الأمريكي يمكنه بنجاح اجتياز “الهبوط الناعم”.

ارتفعت أسعار الذهب أكثر من 2% منذ تقرير التضخم الأخير، الذي أظهر ارتفاع التضخم الأساسي بأبطأ وتيرة له منذ سبتمبر 2021 الشهر الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى