اقتصاد وبورصة

السعودية تقترب من استضافة «إكسبو 2030» في الرياض

بلغ عدد الدول الداعمة والمؤيدة لطلب الرياض استضافة إكسبو 2030 إلى 90 دولة من أصل 170 دولة عضو في المكتب الدولي للمعارض، مما يقرب السعودية من الفوز باستضافة المعرض مع منافسة ضعيفة محتملة من مدينة بوسان الكورية الجنوبية.

وقدمت السعودية في 29 اكتوبر 2021م، طلبها استضافة المعرض وذلك في خطاب من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض -حفظه الله-، إلى الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كركنتزس.

نسخة تاريخية

أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، في خطابه ، أن هذا الترشح يُعد تحديًا مُهمًا ورمزيًا للسعودية، معربًا عن ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي.

وتقود الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وهي الجهة المسؤولة عن مدينة الرياض ويرأس مجلس إدارتها سمو ولي العهد، الملف السعودي لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030.

4 دول متنافسة

وأعلن المكتب الدولي للمعارض ومقره العاصمة الفرنسية باريس في 7 سبتمبر 2022م تقديم 4 دول ملفاتها الرسمية لاحتضان معرض إكسبو 2030م هذا الحدث الهام تتقدمها السعودية في العاصمة الرياض، كوريا الجنوبية في مدينة بوسان، وأوكرانيا في مدينة أوديسا، وإيطاليا في عاصمتها روما، وقد انسحبت روسيا المرشحة الخامسة عن المنافسة.

وفي 21 أكتوبر 2022م، اجتمعت اللجنة التنفيذية للمكتب الدولي للمعارض في 21 أكتوبر 2022 لمناقشة ملفات الترشح.

استثمارات مالية ضخمة

وزارت وفود من المكتب الدولي للمعارض في الفترة من يناير إلى مارس 2023م، الدول المعنية بالاستضافة للتعرف على أهدافها وطموحاتها وإمكاناتها لتنظيم هذا النوع من المعارض، الذي يتطلب استثمارات مالية ضخمة وبنية تحتية قادرة على تحمل الضغوط التي يشكلها وصول ملايين من الأشخاص لزيارة المعرض الذي يلتئم مرة كل خمس سنوات.

وتنظر البعثة في الأنشطة الرديفة، السياحية والثقافية، التي تمثل قيمة إضافية، وقد كانت الرياض المحطة الأولى لبعثة المكتب الدولي للمعارض من بين المدن الأربع المرشحة لاستضافة معرض “إكسبو 2030”

وعقدت بعثة المكتب الدولي للمعارض خلال زيارتها للرياض في مارس 2023م، أولى ورش العمل لتقييم الملف الذي تقدمت به السعودية لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 بمدينة الرياض، وذلك ضمن إجراءات المكتب لتحديد الدولة المستضيفة للمعرض، بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد الرشيد، وأعضاء بعثة المكتب الدولي للمعارض، وعددٍ من ممثلي الجهات ذات العلاقة، جرى خلالها استعراض مقومات ترشح مدينة الرياض لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، إضافةً إلى القيمة المضافة والنقلة النوعية التي ستقدمها نسخة المعرض في حال اختيار الرياض لاستضافتها.

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في 7 مارس الماضي، في الرياض رئيس المكتب الدولي للمعارض باتريك سبيكت والوفد المرافق له، وجرى خلال الاستقبال استعراض ملف استضافة السعودية لمعرض الرياض إكسبو.

واستحوذت العاصمة السعودية الرياض، على أكبر حصة من التصويت حتى الآن، على استضافة معرض إكسبو 2030 العالمي.

وتشكل معارض إكسبو الدولية التي تقام منذ عام 1851م، أكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة، ونشر العلوم والتقنية.

نشأة إكسبو

وعُقدت أول نسخة لمعرض إكسبو الدولي منتصف القرن الـ19 وبالتحديد في 1851م في العاصمة البريطانية لندن، لعرض أهم الابتكارات التي رسمت ملامح العالم، وما أنتجته الثورة الصناعية في ذلك الوقت، وهي فعالية كانت تقام حينها كلما سنحت الفرصة لذلك. العديد من الاختراعات الحديثة.

اكتشافات صناعية

وقدمت معارض “إكسبو”، عددا من الاكتشافات الصناعية لأول مرة فكانت البوابة لانتشارها، ففي نسخة باريس عام 1855 كشف المعرض عن غسالات الملابس، وفي لندن عام 1862 كُشفت أول الحواسيب الميكانيكية، وفي “إكسبو فيلادلفيا” عام 1876 عرض ألكسندر غراهام بيل أولَ هاتف في العالم، وفي “إكسبو باريس” 1889 كُشف عن جهاز الغراموفون.

وكشف في “إكسبو نيويورك” عام 1939 عن جهاز التلفزيون وفي “إكسبو سياتل” عام 1962 ظهر أول جهاز حاسوب لشركة “آي بي إم”، وفي “إكسبو اليابان” عام 1970 كشف عن الهواتف المتحركة.

ومع مرور الوقت باتت معارض “إكسبو” إحدى أهم الفعاليات العالمية، وأكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة، ونشر العلوم والتقنية ،وتتسابق إلى استضافتها الدول وتقدم أفضل ما لديها من أجل الفوز بذلك.

ولمعارض اكسبو الدولية مجالات عديدة منها “إكسبو التجاري” الذي عقدت نسخته الأخيرة في دبي وهو الأشهر بين أنواع المعرض المختلفة، التي تضم أيضا “إكسبو للبستنة” الذي تستضيفه قطر حاليا، والذي يهتم بالتقنيات في المجال الزراعي وبالبيئة، وأساليب الزراعة التي تمكّن من استصلاح الصحراء، ثم “إكسبو المدن الذكية”، وهو منصة عالمية مخصصة لمناقشة ومعالجة وحل التحديات التي تواجه مدن المستقبل.

170 دولة

ويعتبر المكتب الدولي للمعارض الذي يقع مقره الرئيسي في باريس المنظمة الدولية المسؤولة عن الإشراف على تنظيم جميع المعارض الدولية، ويضم 170 دولة عضوا، حيث تشارك هذه الدول في جميع قرارات المنظمة وتعمل من أجل التحسين المستمر لهذه الأحداث من سنة إلى أخرى.

وينظم إكسبو حاليا كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم وقد يستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر، حيث يعد المشاركون فيه أساسا من الدول والحكومات، ثم الجمعيات والشركات والمؤسسات والهيئات والمجتمعات المدنية.

وتتناول مواضيع معارض إكسبو العالمية تحديًا عالميًا يواجه الإنسانية، ويمكن للمشاركين الدوليين تصميم وبناء أجنحة خاصة بهم، أو اختيار تخصيص الجناح الذي يوفره المنظم أو المشاركة في جناح مشترك، والذي يحتوي على تكاليف مشاركة أقل.

وأقيم أول إكسبو دولي تحت شعار المعرض العظيم، في لندن عام 1851 في قصر الكريستال وتم خلاله استعراض ابتكارات الثورة الصناعية.

ويعتبر نجاح “إكسبو” من خلال عدد الزوار حيث حطم “إكسبو شنغهاي 2010” الرقم القياسي من خلال 73 مليون زائر.

وأقيمت معارض إكسبو 35 مرة في 22 مدينة و14 دولة منها دولة عربية واحدة وهي الإمارات (معرض إكسبو دبي 2020)، فيما احتضنت لندن أول نسخة لمعرض إكسبو عام 1851، واحتضنت العاصمة الفرنسية باريس المعرض 6 مرات وبروكسل البلجيكية 4 مرات.

ومن المقرر أن يقام “إكسبو 2025 ” في مدينة “أوساكا” باليابان خلال الفترة الممتدة من 13 أبريل 2025 إلى 13 أكتوبر 2025.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى