اقتصاد وبورصة

تراجع طفيف في أسعار السكر وتهديدات المحاصيل مستمرة

أغلق سعر السكر العالمي تسليم شهر مارس في نيويورك عند -0.53 (-1.91%) بينما أغلق السكر الأبيض في لندن لشهر مارس عند -8.30 (-1.11%)، وتراجعت أسعار السكر بشكل طفيف فقط حيث أدى ضعف الريال البرازيلي إلى زيادة بيع العقود الآجلة للسكر، حيث تراجع الريال يوم الأربعاء إلى أدنى مستوى له خلال أسبوع مقابل الدولار مما شجع بيع الصادرات من قبل منتجي السكر في البرازيل.

وقبل ذلك ارتفعت أسعار السكر يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوع، حيث أدت الأمطار الغزيرة في أوروبا إلى غمر الحقول وتأخر إنتاج بنجر السكر مما هدد بتقليص إمدادات السكر العالمية بشكل أكبر.

كما سقط على فرنسا ل 32 يوماً متتالياً أمطار في أطول فترة منذ عام 1998. وما يقرب من 50% من بنجر السكر في فرنسا لم يتم حصاده بسبب الحقول التي غمرتها الفيضانات، وإذا لم تجف الحقول قريباً للسماح بالعمل الميداني للحصاد فقد يتم تدمير بقية محصول البنجر ويتضرر من الصقيع.

السابع من نوفمبر

في السابع من نوفمبر ارتفع السكر إلى أعلى مستوياته منذ 12 عامًا وسط توقعات بتقلص إمدادات السكر العالمية.

يحد الازدحام في موانئ البرازيل من صادرات السكر، حيث ذكر تقرير صادر عن شركة”جرين بول كوميدتي سبيشاليست” أن صادرات البرازيل من السكر في أكتوبر انخفضت بنسبة -10% عن سبتمبر.

وتنتظر بعض السفن ما يصل إلى 40 يومًا لتحميل السكر في أكبر ميناء في البرازيل.

انخفاض سكر تايلاند

وتدعم توقعات انخفاض صادرات السكر من تايلاند أسعار السكر. وفي 31 أكتوبر، قال نائب وزير التجارة التايلاندي إن البلاد ستصنف السكر كسلعة خاضعة للرقابة للسيطرة على التضخم والحفاظ على الأمن الغذائي مما يعني أنه سيتعين على لجنة تنظيمية الموافقة على صادرات تايلاند من السكر للطن أو أكثر. وتايلاند هي ثالث أكبر منتج للسكر في العالم وثاني أكبر مصدر للسكر.

توقعات وزارة الزراعة الأمريكية

توقعت وزارة الزراعة الأمريكية في تقريرها نصف السنوي الصادر في 25 مايو أن يرتفع إنتاج السكر العالمي في 2023/24 بنسبة +6.0% على أساس سنوي إلى مستوى قياسي يبلغ 187.881 مليون طن متري وأن الاستهلاك العالمي للسكر في 2023/24 سيزيد +2.3% على أساس سنوي إلى رقم قياسي 180.045 مليون طن.

وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية أيضًا أن تنخفض مخزونات السكر العالمية لعام 2023/24 بنسبة -15.2% على أساس سنوي إلى أدنى مستوى لها منذ 13 عامًا عند 33.455 مليون طن متري.

وفي الوقت نفسه، توقعت منظمة آي إس أوه في 10 أغسطس أن ينخفض إنتاج السكر العالمي في 2023/24 بنسبة -1.2% على أساس سنوي إلى 174.8 مليون طن متري وأن سوق السكر العالمي في 2023/24 سوف يقع في عجز قدره -2.12 مليون طن متري من المستوى العالمي في 2022/23.

الهند تدرس تقييد صادرات السكر

تعتبر التكهنات بأن الهند قد تفرض قيودًا على صادراتها من السكر بما يشكل عاملاً صعوديًا رئيسيًا لأسعار السكر. في 23 أغسطس، ذكرت رويترز أن الهند تدرس منع مصانع السكر لديها من تصدير السكر في موسم 2023/24 الذي يبدأ في أكتوبر، حيث أدى نقص الأمطار الموسمية إلى انخفاض محصول السكر في البلاد. وقالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية إن الأمطار الموسمية هذا العام (يونيو-سبتمبر) كانت أقل بنسبة 6% من المتوسط، وهو أضعف هطول للأمطار الموسمية منذ 5 سنوات.

ورغم تراجعه، إلا أن المحصول يشهد ارتفاعًا في الأسعار العالمية بعد تضرر المحاصيل في آسيا بسبب الطقس الجاف المرتبط بظاهرة النينيو، وفق ما ذكر موقع بي بي اس نيوز أور.

يتم تداول السكر في جميع أنحاء العالم بأعلى الأسعار منذ عام 2011، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض الإمدادات العالمية بعد أن أضر الطقس الجاف غير المعتاد بالمحاصيل في الهند وتايلاند، ثاني وثالث أكبر المصدرين في العالم.

ضربة للدول النامية

تعد هذه مجرد أحدث ضربة للدول النامية التي تعاني بالفعل من نقص في المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والحظر المفروض على تجارة المواد الغذائية مما أدى إلى تضخم أسعار الغذاء وكل هذا يساهم في انعدام الأمن الغذائي بسبب التأثيرات المجمعة الناجمة عن ظاهرة النينو المناخية التي تحدث بشكل طبيعي والحرب في أوكرانيا وضعف العملات. ويمكن للدول الغربية الأكثر ثراء أن تستوعب التكاليف المرتفعة لكن الدول الفقيرة تكافح.

تراجع السكر عالمياً

قال فابيو بالميري، إن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة تتوقع انخفاضا بنسبة 2 في المائة في إنتاج السكر العالمي في موسم 2023-2024، مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعني خسارة حوالي 3.5 مليون طن متري (3.8 مليون طن أمريكي).

يتم استخدام السكر بشكل متزايد في إنتاج الوقود الحيوي مثل الإيثانول، وبالتالي فإن الاحتياطيات العالمية من السكر هي في أدنى مستوياتها منذ عام 2009.

تعد البرازيل أكبر مصدر للسكر، لكن محصولها لن يساعد إلا في سد الفجوات في وقت لاحق من عام 2024. وحتى ذلك الحين، تظل البلدان المعتمدة على الاستيراد – مثل معظم البلدان في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا – معرضة للخطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى