يعتبر التقدم في العمر والجانب الوراثي والجيني، من أسباب التهاب المفاصل، وأشار مختصون إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المفاصل من الرجال.
وأوضحوا في حديثهم لـ”اليوم” بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، الموافق 12 أكتوبر، بأنها حالة مرضيه تتمثل في تآكل غضاريف المفاصل، فتؤدي إلى آلام مزمنة وتحد من الحركة. لافتين إلى أن الأساليب الوقائية تلعب دورًا حاسمًا في علاج الالتهاب المفصلي العظمي.
أكثر الأنواع شيوعًا
وقال استشاري جراحة العظام بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، د. محمد مسفر الزهراني: “التهاب المفاصل مرض يصيب المفصل والأنسجة المحيطة به، مما قد يودي إلي تآكل الغضروف المغلف للمفصل. ومن أعراضه ألم وانتفاخات في المفصل ومحدودية في الحركة”.
د. محمد الزهراني
وأكمل: “أكثر الأنواع شيوعًا هو احتكاك المفصل غير الروماتويدي، والذي قد يصيب أي مفصل من مفاصل الجسم، ولكن في منطقتنا الجغرافية يصيب بشكل كبير مفصل الركبة. في أغلب الأحيان لا يكون هناك سبب معين لحدوث الاحتكاك، ولكن نلاحظ ارتباطه بزيادة الوزن، إصابات الركبة وأربطتها وكسور المفصل. وعلاج هذا النوع يبدأ بالعلاج التحفظي الذي يتضمن إنقاص الوزن، العلاج الطبيعي، ومهدئات الألم عند الحاجة”.
وتابع: “في الحالات المتقدمة قد يتم حقن إبر داخل المفصل لتخفيف الألم، وإذا لم يتحسن المريض فالتدخل الجراحي هو الأنسب بتبديل المفصل. ولتفادي أعراض الاحتكاك والتقليل من نسبة حدوثه، يُنصح بالمحافظة على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل، وممارسة الرياضة بشكل دائم والمحافظة على الوزن المثالي”.
أعراض وأنواع تورم المفاصل
وقال أستاذ مساعد و استشاري جراحة العظام بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، د. عمار بن خالد العمران: “التهاب المفاصل أو تهيج المفاصل هو مرض يصيب المفاصل والأنسجة المغطية للمفصل أو غشاء المفصل. يعتبر من أكثر أنواع الالتهابات شيوعًا وخصوصًا لدى كبار السن. قد يصيب مفصل محدد أو عدة مفاصل، وتشمل الأعراض تورم بالمفصل مع ألم و محدودية بالحركة، وقد يصاحب ذلك أعراض أخرى مثل: تشوهات في المفاصل أو تيبس المفصل”.
د. عمار العمران
وتابع: “يأتي الالتهاب أو التهيج بعدة أنواع مثل: الأنواع المصاحبة للأمراض الروماتيزمية أو الأمراض التي تؤدي لخشونة المفصل، ويكون السبب بحسب نوع الالتهاب. ويحدث التهاب المفاصل العظمي بسبب تآكل المفصل مع مرور الوقت أو بسبب الإفراط في استخدامه، أما التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة وتصلب الجلد فيحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة في الجسم لأنسجة الجسم نفسها، ويحدث النقرس بسبب تراكم البلورات في المفاصل. ويمكن ربط بعض أشكال التهاب المفاصل بالجينات، وبالنسبة لبعض الأشكال الأخرى من التهاب المفاصل قد يكون السبب غير معروف”.
وأضاف العمران: “النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل، وهناك عوامل تزيد من احتمالية حدوث الالتهاب لا يمكن تجنبها، وتتمثل في أنه كلما زاد العمر زادت احتمالية الإصابة، وكذلك زيادة الوزن أو السمنة تؤدي لتلف المفصل وهذا بدوره يزيد عرضة الإصابة بالتهاب المفصل، بالإضافة إلى إصابة المفصل التي تزيد من احتمالية حدوث الالتهاب، وعدوى الالتهاب البكتيري قد تؤدي لالتهاب أو تهيج المفصل إذا لم يعالج بالشكل المطلوب. كما ترتبط بعض الالتهابات بالجانب الوراثي والجينات”.
أفضل طرق علاج التهاب المفاصل
وقال استشاري جراحة العظام واستبدال المفاصل الصناعية مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، د. بدر كمال طيارة: “الالتهاب المفصلي العظمي هو حالة مرضيه تتمثل في تآكل الغضاريف بالمفاصل. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الآلام المزمنة ومحدديه الحركة. والأساليب الوقائية تلعب دورًا حاسمًا في علاج الالتهاب المفصلي العظمي، ومنها: المحافظة على وزن صحي من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي متوازن يمكن أن يخفف من الضغط على المفاصل، إضافة إلى ذلك تجنب
د. بدر طيارة
الحركات غير الضرورية والإصابات العنيفة والتي تحمي من تطور أو تقدم هذه الحالة المرضية”.
وتابع: “يشمل علاج التهاب المفاصل للورك والركبة التدخلات غير الجراحية مثل العلاج الطبيعي ومسكنات الألم عن طريق الفم، المسكنات الموضعية أو الحقن داخل المفصل. تهدف هذه الطريقة إلى تقليل الألم وزيادة مرونة المفصل وتحسين ظروف الحياة للمصاب بشكل عام”.
وأضاف : “استبدال المفصل للورك والركبة من الخيارات الجراحية الأمثل لعلاج التهاب المفاصل بنتائج ممتازة، في حال فشلت التدخلات غير الجراحية. بحيث يقوم الطبيب باستبدال المفصل التالف بمفصل اصطناعي، مما يسمح بتحسين الحركة وتخفيف الألم، ومرض الالتهاب المفصلي العظمي هو حالة مرضية قد تكون مزمنة ومتعبة، وأنصح بمراجعة الأطباء المختصين في مراكز معتمدة في وقت مبكر لضمان اتخاذ التدابير الوقائية والتدخلات غير الجراحية أو الجراحية اللازمة. والتي بدوها ستؤدي إلى تحسن كبير في نوعية حياة المرضى بإذن الله”.
