أسلوب الحياة

السودان أمام خطر الطاعون.. مئات الجثث تُعبّد الشوارع

يتجه السودان نحو كارثة انسانية كبيرة مع استمرار الحرب التي بدأت منتصف أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبدأت ترخي بثقلها على الوضع الصحي في هذا البلد وربما البلدان المجاورة، مع خطر تفشي الطاعون بسبب الجثث المتحللة بالشوارع.

واليوم، قصفت طائرات الجيش السوداني مواقع لقوات الدعم السريع شرقي أم درمان، كما تحدثت قوات الدعم السريع عن إسقاط مقاتلة من طراز «سوخوي» في منطقة الخرطوم بحري بالعاصمة الخرطوم.

في الأثناء، أصدرت وزارة التعليم العالي قرارا بإيقاف الدراسة بجميع مؤسساتها الحكومية والخاصة حتى إشعار آخر.

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان قال الاثنين، بمناسبة العيد الوطني الـ68 للجيش، إن الحرب فُرضت على الحكومة والجيش دفاعا عن أمن وكرامة الأمة السودانية، وفق تعبيره. وأضاف أن «السودان يواجه أكبر مؤامرة في تاريخه الحديث عن طريق قوات الدعم السريع المتعطشة للسلطة».

وفي حين لم تهدأ أصوات الرصاص والمدافع في العاصمة الخرطوم منذ خمسة أشهر، اضطرت العديد من الأسر لدفن موتاها في البيوت، لعدم إمكانية الوصول إلى المقابر لاسيما في أحياء أم درمان والخرطوم بحري ومناطق في إقليم دارفور، ناهيك عن جثث تنتشر في الشوارع لم تدفن.

حيث أكد الصحافي السوداني عثمان فضل الله لـ«بي بي سي» أن مئات الجثث تنتشر في أحد أكبر الشوارع في الخرطوم بحري وهي عُرضة للعبث، إذ تنهشها الكلاب، ولا يستطيع أحد الاقتراب منها لدفنها، أما المارة فيتجولون فوق تلك الجثث التي أصبحت «تُعبِّد الطريق» دون لمسها. ويروي فضل الله، قصة الموسيقار السوداني خالد السنهوري، الذي توفي بعد صراع مع المرض داخل منزله بعد أيام من بدء الحرب الحالية في الخرطوم، واضطر أهله لدفنه أمام منزله لصعوبة الوصول إلى المقبرة التي تبعد أمتاراً قليلة من منزله، موضحاً أن العديد من «منازل المواطنين باتت مقابر للموتى».

«الطاعون» يهدد الجميع

وحذرت منظمات محلية ودولية، كانت آخرها منظمة «أنقذوا الطفولة البريطانية»، من مخاطر ترك الجثث الموجودة في الشوارع والتي قالت إنها «تشكل تهديدا على السكان بسبب تحللها وتعفنها، إذ إنها يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في انتشار الأوبئة والأمراض»، خاصة أن الوضع الراهن في السودان يحول دون تنفيذ حملات لمكافحة نواقل الأمراض.

وما يزيد الوضع خطورة، تحذيرات أطلقتها هيئة الطب العدلي في السودان، من انتشار الأمراض والأوبئة بين المواطنين خاصة الطاعون، مع وجود ما لا يقل عن 3000 جثة في مشارح العاصمة الخرطوم مهددة بالتحلل والتعفن بحسب مأ افاد الدكتور هشام زين، مدير هيئة الطب العدلي في السودان، لبرنامج «للسودان سلام» الذي تبثه «بي بي سي» وبعض هذه الجثث تعود لأحداث فض الاعتصام عام 2019 والفترة التي تلتها ومنعت المشرحة من دفنها لأغراض سياسية.

وأكد زين أن الجثث الموجودة في الشوارع أو في المشارح يمكن أن تسبب كارثة وبائية في البلاد في حال لم يتم التعامل معها، مؤكدا ضرورة تشريحها ودفنها فوراً لتفادي المخاطر التي قد تسببها.

أطفال بحاجة لمساعدة

كما حذرت مؤسسات دولية من أن الصراع في السودان، المستمر منذ 4 أشهر، سيؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة بسبب موجات النزوح الكبيرة وخطر المجاعة الذي يهدد الملايين. وقال رؤساء 20 منظمة دولية، في بيان مشترك، إن أكثر من 14 مليون طفل في حاجة إلى مساعدات إنسانية، مشيرين إلى أن أكثر من 4 ملايين شخص نزحوا من منازلهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى