أسلوب الحياة

سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية .. الأولى فى كل شىء


تحل اليوم ذكرى وفاة أول عالمة ذرة مصرية سميرة موسى والتى رحلت عن عالمنا فى 5 أغسطس من عام 1952 بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 35 عامًا والحكاية أن سميرة موسى تلقت دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة في عام 1952، حيث أُتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقّت عروضا للبقاء هناك لكنها رفضت، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل في ضواحي كاليفورنيا في 5 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر ظهرت سيارة نقل فجأة، لتصطدم بسيارتها بقوة، وتلقي بها في وادٍ عميق.


ولدت سميرة موسى في 3 مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى بالغربية وكان والدها يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء قريته، فكان منزله بمثابة مجلس يلتقي فيه أهل القرية ليناقشوا كافة الأمور السياسية والاجتماعية ومن هذا المنطلق فقد حظيت سميرة موسى بمسيرة دراسية ملفتة للنظر حيث أنهت كافة مراحل التعليم بتفوق واضح.


وحصلت سميرة موسى على الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، حيث كانت الأولى على الشهادة التوجيهية عام 1935 ويذكر عن نبوغها وتفوقها وذكائها الشديد أنها تمكنت من تأليف كتاب فى علم الجبر الحديث فى السنة الأولى من الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، الذى انتابته فرحة شديدة وقرر طباعة 300 نسخة من كتاب ابنته، على نفقته الخاصة ويوزعها على أصدقائها وزميلاتها بالمجان.


التحقت بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول «القاهرة حاليًا»، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة فى الوقت الذى كانت أمنية أى فتاة فى ذلك الوقت هى الالتحاق بكلية الآداب، وفى كلية العلوم لفتت نظر أستاذها الدكتور على مصطفى مشرفة، وهو أول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم، وقد تأثرت به تأثرًا مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضًا بالجوانب الاجتماعية فى شخصيته واستمر تفوق الطالبة الجامعية سميرة موسى فى الجامعة وحصلت على بكالوريوس العلوم وكانت الأولى على دفعتها.


كان لا بد من تعيينها كمعيدة فى الكلية وثار جدل كبير بين أساتذة الكلية، خاصة من الإنجليز «كيف لطالبة مصرية تتفوق وتعين كمعيدة وهى سابقة لم تحدث فى تاريخ الجامعة والكلية من قبل». أصر الإنجليز على رفض تعيين سميرة موسى كمعيدة فى الكلية، لكن أمام إصرار أستاذها الكبير والعالم المصرى على مصطفى مشرفة وتهديده بالرحيل عن الجامعة، فقد وضع استقالته على مكتب رئيس الجامعة، الدكتور أحمد لطفى السيد مهددًا برحيله إذا لم يتم تعيين سميرة موسى بالجامعة، وبالفعل اجتمع مجلس الوزراء وأصدر قرارًا بتعيينها، وكانت أول امرأة تحصل على لقب معيدة بكلية العلوم، وأول فتاة تحاضر الطلاب بالجامعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى