أسلوب الحياة

ميكانيك الكم.. ما رد فعل العالم أحمد زويل عن سؤاله عن هذا المفهوم العلمى


تمر، اليوم، ذكرى رحيل المصرى العالمى الدكتور أحمد زويل، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 2 أغسطس من عام 2016، والذى حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، العالم لسنة 1999 لأبحاثه فى مجال كيمياء الفيمتو، حيث اخترع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر فى زمن مقداره فمتوثانية، وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، ويعتبر هو رائد علم كيمياء الفيمتو.


وخلال لقاءات العالم أحمد زويل التليفزيونية خلال حياته سألَته مقدِّمة البرنامج عن ميكانيك الكَم وصعوبته المعروفة عنه، أجاب الأستاذ زويل بأنه وخلال دراسته في الولايات المتحدة، كان يتوجَّب عليه اجتيازُ الامتحان بميكانيك الكم، وهو كان قد سمع أيضًا بصعوبته التى كان الطلاب كثيرًا ما يكرِّرونها، وقال: قرَّرتُ أن أُكرِّس كل جهدي لفهم الموضوع واجتياز الامتحان وهو من التحديات الأساسية.. فهمتُ الموضوع جيدا، ونجحتُ في الامتحان، وحصلتُ على أعلى درجة. لكن لو تطلبين مني الآن أن أَشرحَه لكِ فأنا لا أستطيع. ويُذكر عن اثنَين من أبرز علماء ميكانيك الكم، نيلز بور، وريتشارد فينمان، قولهما: “إن من يقول إني فهمتُ ميكانيك الكم ولم يُصَب بالدوار، فإنه لم يفهم ميكانيك الكم”، هذا عمَّق عندي الرغبة في معرفة علمٍ أساس لديَّ معلوماتٌ قليلةٌ عنه. ومن المحفزات أيضًا كان اطلاعي المتزايد على التقنية النانوية الصاعدة في تسعينيات القرن العشرين، والتطبيقات المتنوِّعة لميكانيك الكَم في الحياة العصرية، كما ذكر كتاب “علم الحياة الكمومي” لـ فياض محمد شريف.


وتابع الدكتور أحمد زويل بحسب الكتاب المذكور أنفا: بالتأكيد أن ميكانيك الكم هو من أصعب مواضيع الفيزياء؛ لأنه يدرُس المواد وهي في حالتها الجُسيمية أو الذرية أو الجُزيئية؛ وهي حالات لا نتحسَّسها كما نتحسَّس الأجسام الكبيرة التي درسناها في الفيزياء التقليدية. علاوةً على غرابة الظواهر الكمومية التي تبدو مناقضةً للبديهة التي بنَينا أفكارنا على أساسها، ولكن بالنسبة لمتخصِّص البيولوجي أو بالحقيقة لمتخصِّصي العلوم الأخرى بل وحتى لغير المتخصصين، يكون الاطلاع على الظواهر الكمومية غايةً في الأهمية من أجل استكمال رؤيةٍ علميةٍ للكون والحياة؛ لأنها منبعُ كلِّ شيء؛ وعليه فإنني حاولتُ فهم الظواهر الكمومية للحد الذي تُمكِّنني أدواتي المعرفية، وكان تركيزي على النتائج والمناقشة والاستنتاج وليس الخوض في الاشتقاقات. والذي شجَّعني كثيرًا في هذا الاتجاه، هو الاطلاع الواسع والعميق الذي يُظهِره علماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات والجيولوجي لمواضيع علوم الحياة ومواكبتهم لأدق التفاصيل البيولوجية. كما أن التغيُّر في استراتيجيات البحث العلمي من انعزال وتباعُد العلوم سابقًا إلى التقارُب والتداخُل وتشكيل فرق البحث المشتركة ومراكز البحوث المتعدِّدة الاختصاص، أمرٌ محفِّز لمعرفة تخصُّصٍ بعيدٍ ولكن مُشوِّق كميكانيك الكم. والأمر الأكثر دفعًا كان اطلاعي وإعجابي الشديد بمواضيع البيولوجيا الكمومية، التي وجدتُها صاعدةً وتتكامَل باستمرا، ميكانيك الكَم أحد أعمق النظريات في العلم؛ فهو يصف الحقائق الغريبة لعالم الذرات والجُسَيمات تحت الذَّرِّية والتي تحكُمها الاحتمالات وليس الكميَّات المعروفة، وأفضى إلى الاختراقات الكبرى في تقنيات العصر الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى