كيف تقرأ صورة؟.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
وينقسم الكتاب إلى ثلاث أجزاء، يحمل الجزء الأول عنوان «سيكولوجية الخطوط 1967»، والجزء الثاني «الحركة في الفن والحياة والعلم والفن»، اما الثالث «لغة الشكل الفني 1970».
ويقول المؤلف: «إن حقيقة العمل الفني، وتناول العناصر التي يتعامل معها الفنان لإبداع صورة تعد ثابتة في كل عصر وفي كل مكان، ولكن تحليل العمل الفني ومناقشة بنائه، بل تقييم الفن ذاته إنما هو الذي يختلف من عصر إلى عصر، ويتبدل من حين إلى آخر، وذلك تبعا لتغير المفهوم الإنساني، وكذلك التغير الاتجاهات الفكرية التي لا تشكل أساسا للفن وحده، بل للمجتمع بأجمعه.
تناول الكتابة حول لغة التشكيل، وتفهم أبعاد منطقها: ليس بالأمر الهين لأن الأمر هنا – كما في كل ما يتعلق بمداركنا للفن وحقيقته – يتطلب أبعادا حقيقية للحس والإدراك، وتمييزا في الفهم.
ومنذ عشرين عاما تناول هربرت ريد هذا الموضوع خلال أحاديث له كتبها للإذاعة البريطانية، وكانت أفكاره هذه هي الأساس الموضوعي الذي تناوله في كل ما كتب بعد ذلك، وقد أدت آراؤه دورها بالنسبة للفن والتاريخ، وأصبحت الآن من كلاسيكيات القرن العشرين، الأمر الذي لا يمكننا من الاعتماد عليها في تفهم الفن، أو جعلها أسسا يبني عليها الفنان أو الناقد عمله».
وجاء في مقدمة الكتاب: «إذا استثنينا بعض كتابات مبكرة مثل تأملات ليناردو في الإيقاع الناتج عن علاقات الخطوط المتنوعة وإيقاعها، فستجد أن نقد وفهم الصورة ارتبط بالمدلول الأدبي والفلسفي خلال القرون الماضية، بل ومازالت بعض الكتابات لا تخرج عن هذا المفهوم.
ساعد على هذا وجود فكرة ثابتة في عقول الناس وهي أن الصورة لابد أن تروي قصة أو تقول خبرًا، وإن كان هذا إحدى وظائف الصورة خلال قرون طويلة إلا أنه لم يكن بوظيفة الفن الوحيدة، زاد ذلك لبسا أن الفلاسفة كانوا يبنون نظرياتهم عن الوجود كله ثم يحاولون أن يجدوا لهذه النظريات حلولاً ومخارج لفرضها على فلسفة الجمال ويقصر المجال هنا عن مناقشة نظريات فلسفة الجمال وعلاقتها بالتذوق الفني ولكن من المهم الإشارة إلى عوامل ساعدت على تغير طريقة فهم الناس وتأملهم للعمل الفني، بعد أن كان الفنان نفسه يبرر طريقته لرسم الأشياء بأنه يحس أو يشعر بها هكذا، عوامل مهدت لوضع قواعد للغة الشكل حتى أمكن أن يستعين بها كل من الفنان والمستمتع دون أخذها كقضايا مسلم بها».
كتاب كيف تقرأ صورة؟