مساجد القاهرة فى أعمال المستشرق الفرنسى بريس دافين
مدعومًا بتدريبه الفنى عنى بريس دافين بدراسة “مصر الضخمة” وهو العنوان العام الذى أعطى لعمله فى البداية وقد زودته السنوات التى قضاها في خدمة الحكومة المصرية بمعرفة لا مثيل لها عن البلاد، وهكذا استطاع التحدث بلغة المصريين، واحترام دينهم، واعتناق تحيزاتهم، حتى تمكن من اختراق الأعراف والعادات قليلاً كما كتب في ملاحظاته المحفوظة في قسم المخطوطات بمكتبة فرنسا الوطنية.
أدى فضوله ومعلوماته الوافرة جدًا في العمارة الإسلامية إلى إنجاز العديد من الأماكن المقدسة ومنها بالطبع مساجد القاهرة حيث أصبح متذوقًا للهندسة المعمارية والديكورات، وأعد العديد من الرسومات والطوابع دون أن يبتعد عن نظرة الفنان حيث يقول وفقا لمخطوطاته بمكتبة فرنسا الوطنية: “كلما تقدمت في دراسة آثار القاهرة، زاد سعادتي مع الإعجاب بالفنانين العرب”.
وقد سجل ملاحظات حول إدارة البلاد والفلاحين أو الأشياء اليومية ونتجت عن ذلك سلسلة أولى من المنشورات المصورة ذات الطابع المصري.
في عام 1858 تعاون مع الرسام فامارس تيستاس والمصور جاروت، وهو من أوائل الذين استخدموا التصوير الفوتوغرافي بشكل منهجي في استطلاعاته الضخمة، لمدة عامين كاملين، قام الرجال الثلاثة برسم وختم وتصوير آثار في القاهرة، ثم في وادي النيل لإنجاز أطلس كبير عن الفن العربي، وكان بحاجة لما يقرب من عشر سنوات من العمل الدؤوب لإكمال هذا المشروع الفاخر، الذي تضمن 175 لوحة مطبوعة بالحجر الملون من أصل 200.