أسلوب الحياة

أحداث وقعت فى سنة 280 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامى

وقعت في سنة 280 هجرية العديد من الأحداث المهمة، منها توسعة مسجد المنصور في بغداد، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟


يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان “ثم دخلت سنة ثمانين ومائتين من الهجرة”:


فى المحرم منها قتل المعتضد رجلا من أمراء الزنج كان قد لجأ إليه بالأمان ويعرف بسلمة، ذكر له أنه يدعو إلى رجل لا يعرف من هو، وقد أفسد جماعة فاستدعى به فقرره فلم يقر، وقال: لو كان تحت قدمى ما أقررت به، فأمر به فشد على عمود، ثم لوحه على النار حتى تساقط جلده، ثم أمر بضرب عنقه وصلبه لسبع خلون من المحرم.


وفى أول صفر ركب المعتضد من بغداد قاصدا بنى شيبان من أرض الموصل فأوقع بهم بأسا شديدا عند جبل يقال له: نوباذ.


 


وفيها: أمر المعتضد بتسهيل عقبة حلوان فغرم عليها عشرين ألف دينار، وكان الناس يلقون منها شدة عظيمة.


 


وفيها: أمر بتوسيع جامع المنصور بإضافة دار المنصور إليه، وغرم عليه عشرين ألف دينار، وكانت الدار قبلته فبناها مسجدا على حدة، وفتح بينهما سبعة عشر بابا، وحول المنبر والمحراب إلى المسجد ليكون فى قبلة الجامع على عادته.


 


قال الخطيب: وزاد بدر مولى المعتضد السقفان من قصر المنصور المعروفة بالبدرية.


بناء دار الخلافة من بغداد فى هذا الوقت


أول من بناها المعتضد فى هذه السنة.


 


وهو أول من سكنها من الخلفاء إلى آخر دولتهم، وكانت أولا دارا للحسن بن سهل تعرف بالقصر الحسني، ثم صارت بعد ذلك لابنته بوران زوجة المأمون، فعمرتها حتى استنزلها المعتضد عنها فأجابته إلى ذلك، ثم أصلحت ما وهى منها، ورممت ما كان قد تشعث فيها، وفرشتها بأنواع الفرش فى كل موضع منها ما يليق به من المفارش، وأسكنته ما يليق به من الجوارى والخدم، وأعدت بها المآكل الشهية وما يحسن ادخاره فى ذلك الزمان، ثم أرسلت مفاتيحها إلى المعتضد فلما دخلها هاله ما رأى من الخيرات، ثم وسعها وزاد فيها وجعل لها سورا حولها، وكانت قدر مدينة شيراز، وبنى الميدان ثم بنى فيها قصرا مشرفا على دجلة، ثم بنى فيها المكتفى التاج.


 


فلما كان أيام المقتدر زاد فيها زيادات أخر كبارا كثيرة جدا، ثم بعد هذا كله خربت حتى كأن لم يكن موضعها عمارة، وتأخرت آثارها إلى أيام التتار الذين خربوها وخربوا بغداد وسبوا من كان بها من الحرائر كما سيأتى بيانه فى موضعه من سنة ست وخمسين وستمائة.


 


قال الخطيب: والذى يشبه أن بوران وهبت دارها للمعتمد لا للمعتضد، فإنها لم تعش إلى أيامه، وقد تقدمت وفاتها.


 


وفيها: زلزلت أردبيل ست مرات فتهدمت دورها، ولم يبق منها مائة دار، ومات تحت الردم مائة ألف وخمسون ألفا فإنا لله وإنا إليه راجعون.


 


وفيها: غارت المياه ببلاد الرى وطبرستان حتى بيع الماء كل ثلاثة أرطال بدرهم، وغلت الأسعار هنالك جدا.


 


وفيها: غزا إسماعيل بن أحمد السامانى ببلاد الترك ففتح مدينة ملكهم، وأسر امرأته الخانون وأباه ونحوا من عشرة آلاف أسير، وغنم من الدواب والأمتعة والأموال شيئا كثيرا، أصاب الفارس ألف درهم.


 


وفيها: حج بالناس أبو بكر محمد بن هارون بن إسحاق العباسي.


 


وفيها توفى من الأعيان: أحمد بن سيار بن أيوب الفقيه الشافعى المشهور بالعبادة والزهادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى