أسلوب الحياة

نظام مراقبة مقاومة المضادات الحيوية خطوة استباقية فعالة

كشفت هيئة الغذاء والدواء عن إنشاء أول نظام وطني لمراقبة مقاومة المضادات الحيوية، إضافة إلى عدد من الإجراءات ومنها الاستفادة من علم الجينوم الحيوي في دراسة الآليات الجينية والتنبؤ بملف مقاومة المضادات لدى البكتيريا ، وتحليل ورصد مضادات الميكروبات، ودراسة المواد الوراثية المباشرة من عينات الطعام.

ويسمح النظام بمراقبة شاملة لمقاومة مضادات الميكروبات عبر بيئات مختلفة، ودعم مبادرات المراقبة والوقاية والسيطرة من خلال تقديم اختبارات مرجعية دقيقة، وتعزيز الوعي والتثقيف حول مقاومة مضادات الميكروبات، وتطبيق أحدث الأبحاث العلمية وتعزيز الابتكار والتعاون المحلي والدولي.
وأوضح مختصون لـ”اليوم” أن مقاومة المضادات الحيوية تعتبر من أشد الأخطار التي تواجه البشرية، وتنذر بوقوع كارثة صحية وتتسبب في نسبة وفيات عالية على مستوى العالم.

خطر يهدد البشرية

وقال استشاري الباطنة والأمراض المعدية، رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط، د. علي الشهري: “تعتبر مقاومة المضادات الحيوية من أشد الأخطار التي تواجه البشرية وتنذر بحصول كارثة صحية حيث بلغ عدد الوفيات المرتبطة بها في عام ٢٠١٩ حوالي خمسة ملايين وفاة حسب منظمة الصحة العالمية؛ لذلك فإن المؤسسات والمنظمات الصحية العالمية والمحلية تسعى لإيجاد الحلول السريعة والدائمة لهذه المشكلة الخطيرة”.

وأضاف: “برزت جهود المملكة في هذا المجال من خلال المشاركات الفاعلة في نشر الوعي وتوظيف التقنيات الحديثة التي ستساعد في التشخيص والترصد الوبائي والعلاج ومن ذلك ما أعلنته مؤخراً هيئة الغذاء والدواء بخصوص النظام الوطني لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات والذي يسعى لتحقيق أهدافه من خلال استعمال أحدث ما وصلت له الأبحاث والذي يعد أحد وسائل إبراز مفهوم (الصحة الواحدة) والتي يقصد بها(صحة الإنسان والحيوان والبيئة) لارتباط هذه العناصر الثلاث الوثيق معاً في وجود و أيضاً حلّ هذه المشكلة”.

توصيات لمواجهة الظاهرة

وقالت استشارية الأمراض المعدية د. حوراء البيات: “جاءت التوعية بمقاومة الامراض المعدية في ٢٠١٥ عندما بدأت في نيويورك لبدء حث الممارسين الصحيّين بشأن اهمية الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية اذ تشكل مقاومة المضادات الحيوية الى خطر كبير على صحة الإنسان بحيث يصبح علاجها أصعب وغير مستجيبة لأي نوع من المضادات المتاحة للعلاج وتزداد انتشار الحالات عندما يتم شراء المضادات بدون وصفة من طبيب مختص وأيضا عندما لا تطبق المعايير الصحية في الحد من زيادة الفرص كالاستخدام المفرط غير الفعال للمضادات سواء للإنسان أو الحيوان على حد سواء حيث يبدأ الجسم في محاربة البكتيريا النافعة”.

د حوراء البيات

وحددت “البيات” التوصيات المطروحة للتقليل من فرص حدوث المقاومة للبكتيريا وهي أخذ الوصفة من طبيب مختص، وتناول الجرعة المناسبة وبالمدة المحددة، والالتزام بالتعليمات ولا نفع من أخذ المضادات عند حدوث التهاب فيروسي، وألا يتم مشاركة الوصفة أو الكمية المتبقية.

وتكمل: “بالنسبة للمستشفيات هناك بروتوكلات متبعة للتقليل من فرص حدوث المقاومة بحيث يكون هناك فريق مضادات الميكروبات وهناك متابعة من قبل مكافحة العدوى وهناك مسحات تعمل لبعض المرضى على الخصوص للتأكد عدم حمل أي نوع من المقاومة وذلك عن طريق مسحات خاصة ترسل للمختبر حتى يتم عزل لو كان ناقل لأي من هذه البكتيريا، إضافة لقطاع الزراعة لديهم حملات على نطاق واسع للحد من استخدام المضادات بغير الحاجة لها بحيث انها تنتقل للإنسان عن طريق الطعام”.

أسباب مقاومة المضادات الحيوية

وقال استشاري الأمراض المعدية د. عليان آل عليان: “تأتي خطوة هيئة الغذاء والدواء من إنشاء أول نظام وطني لمراقبة ومكافحة (مقاومة المضادات الحيوية)، خطوة استباقية وفعالة جدًا في ظل ملاحظة بدء نشاط مقاومة مجموعة كبيرة من المضادات الحيوية من خلال أنواع معينة من أنواع البكتيريات”.

وأضاف: “لعل من أهم أسباب هذه المقاومة استخدام المضادات الحيوية بدون استشارة طبية، وعدم إكمال المدة المقررة لعلاج مرض معين، وزيادة وجود أمراض مزمنة قد يساعد في تطور ومقاومة المضادات الحيوية”.

د عليان آل عليان

وأوضح “عليان” مأن وجود نظام يهدف للاستفادة من علم الجينوم الحيوي في دراسة الآليات الجينية والتنبؤ بملف مقاومة المضادات لدى البكتيريا، سيكون فعال جدا وسوف نشاهد تبعات هذا القرار الصائب في الأيام القادمة لتعزيز بيئة صحية خالية من المقاومات البكتيرية وملائمة لعمل المضادات الحيوية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى